بعد اتهامه بـ"الإرهاب" لتعاطفه مع الفلسطينيين.. بنزيما يتجه للقضاء ضد وزير الداخلية الفرنسي وبرلمانيين أساؤوا إليه

أعلن محامي الدولي الفرنسي السابق وحامل الكرة الذهبية 2022، كريم بنزيما، أن موكله يستعد لرفع دعوى قضائية ضد وزير الداخلية جيرار دارمانان، الذي اتهمته بشكل علني بربط علاقات مع جماعة "الإخوان المسلمين"، دون تقديم أي دليل على ذلك، معلنا خوض حرب قانونية مع العديد من السياسيين الذين تهجموا عليه بسبب دعم للفلسطينيين.

وقال المستشار القانوني لبنزيما، في تصريحات نقلتها صحيفة "لوباريزيان" إن ما أورده وزير الداخلية الفرنسي "غير صحيح"، مضيفا أنهم يدرسون الآن الإجراءات التي سيتم اتخاذها ضد دارمانان، والذي سيواجه شكاية أمام القضايا بناء على العديد من التهم، بما في ذلك التلاعب بالمعلومات والتشهير والإساء العلنية.

وأورد المتحدث نفسه أن التلاعب بالمعلومات أمر تقوم به الحكومة الفرنسية كثيرا، غير أن ارتباط بنزيما بجماعة الإخوان المسلمين غير صحيح إطلاقا، ومن الواضح أن ما قاله الوزير على شاشة التلفزيون "مُهين"، وأضاف "ليس من المقبول أن يعتقد أولئك الذين يوجدون في السلطة أنهم مخولون لفعل أي شيء بانتهازية صرفة".

يأتي ذلك بعد ظهور دارمانان على قناةCNews  الفرنسية، حيث أعلن قيام سلطات بلاده بإغلاق 1100 مؤسسة "إسلامية"، مضيفا "أشير على وجه التحديد إلى السيد كريم بنزيما الذي لديه علاقات ذات سمعة سيئة، كما نعلم جميعا، تربطه بجماعة الإخوان المسلمين"، معتبرا أن هذه الجماعة "تحفز على الأجواء الجهادية"، لكن دون تقديم أي دليل على صلة الطرفين ببعضهما.

ونشر بنزيما بتاريخ 15 أكتوبر الجاري، تغريدة عبر منصة "إكس" جاء فيها "كل دعواتنا مع سكان غزة، ضحايا القصف غير العادل مرة أخرى، الذي لم تسلم منه النساء ولا الأطفال"، الأمر الذي أثار حفيظة وزير الداخلية الفرنسي الذي تهجم عليه، كما دفع العديد من السياسيين اليمينيين إلى مهاجمته والمطالبة بمحاكمته وسحب الجنسية الفرنسية منه.

ومن الأشخاص الذين سيواجهون مطاردة قضائية من الفريق القانوني للاعب الاتحاد السعودي الحالي، النائب في البرلمان الأوروبي نادين مورانو، المنتمية لحزب الجمهوريين، والتي ادعت أن بنزيما عضو في حركة "حماس"، وزميلها في المؤسسة الأوروبية فرانك تابيرو، الذي وصف نجم ريال مدريد السابق بأنه "متعاون مع الإرهاب"، والبرلمانية بمجلس الشيوخ فاليري بويي، التي دعت إلى سحب الجنسية الفرنسية منه ومعها الكرة الذهبية.

وأورد محامي بنزيما أن الدعاء من أجل السكان المدنيين الذين يُقصفون بقنابل لا تستثني حتى النساء والأطفال، لا يشكل أي دعاية لحركة "حماس"، ولا يمثل أي تواطؤ مع الإرهاب أو تعاون معه، بل الأمر يتعلق بتعاطف طيعي في مواجه ما يصفه الكثيرون اليوم بـأنه جرائم حرب تُرتكب في غزة، ولا يقل فظاعة عن ما حدث في إسرائيل يوم 7 أكتوبر، على حد تعبيره.

ولم تقدم وزارة الداخلية أي دليل بخصوص انتماء بنزيما لجماعة "الإخوان المسلمين"، ولتوضيح هذا الاتهام قال مكتب الوزير إنه "على مدى السنوات الماضية لوحظ انجراف بطيئ لبنزيما نحو الإسلام المتشدد والصارم، وهو من سمات يديولوجيا الإخوان المسلمين"، في حين يقول محاميه إنه يعيش حاليا في السعودية حيث هذه الجماعة ممنوعة أصلا.